الحلقة الرابعة من تاريخ الضياغم

( أحزان عمير لفراق ميثاء )

كل من يقرأ قصص الضياغم يصيبه الذهول والعجب منقصصهم وقصائدهم ونتابع هذه السلسلة من قصصهم علما بأن الذي يقرأ هذا الجزء لايفهمالقصة إلا بالرجوع من الجزء الأول والثاني .
عندما شد الخلاف بين عرار وعمير كماذكرنا في القصص السابقةذهب عمير وجماعته ومن المؤيدن له إلى الشمال وتقريبا فيالأسياح بمنطقة القصيم حاليا وكانت ديار الضياغم منطقة تثليث في جنوب الجزيرةالعربية وكان وقتها حكم العثمانيين وحاكم المنطقة يدعى السلطان مارد ( ويقال أنهبعث من قبل السلطان العثماني وتمرد على من أرسله فسمته الأعراب مارد) وهناك توطدتالعلاقة بين السلطان مارد وعمير بن راشدوفي ذات يوم طلبت ميثاء زوجة عميربنراشد وأخت عراربن شهوان أن يسمح لها زوجها بزيارة أهلها فأذن لها . ولكن عقيل أخوعمير إعترض في أول الأمر على هذه الزيارة وأوجس في نفسه خيفة من عرار ألا يسمحلميثاء بالعودة لزوجها مرة أخرى فقد كان يعرف طباعه ومدى كراهيته لعمير والرغبة فيإيذاءهوكان عمير مغرم بزوجته ولايقوى على فراقها ولم يشأ أن يرفض لها طلباوهكذا سمح لها على مضض .
ووصلت ميثاء إلى قومها وأمضت معهم عدة أيام , وكلماأرادت العودة لزوجها منعها أخوها عرار نكاية بعمير.
أما عمير فقد برح به الشوقوالحنين إلى زوجته ومرض مرضا شديداولكنه لم يفصح عما به من وجد وآلآم . فزادعليه المرض حتى أشرف على الموت , وكلمنا عرضه أهله على طبيب عجز عن مداواتهوعلاجهوكان أخوه عقيل لايفتأ يسأل أخاه عمير عن سبب مرضه وما إذا كان ذلك المرضبسبب فراقه لزوجته ميثاء , و كان عمير ينفي ذلك بشدة خشية أن يذهب أخوه إلى عرارويقتله.
ولكن عقيل كان يشعر في دخيلة نفسه بأن بعد أخيه عن زوجته ميثاء التييحبها هو السبب في مرضه , وأراد أن يقطع الشك باليقين فذهب إلى العبدة الموكلةبخدمة عمير , وكانت ممسكة بخطام الناقة تقودها وهو مريض فوق الناقة, وطلب عقيل منالعبدة إذا جاءت المكان الذي كانت فيه عندما كانت ميثاء معهما أن ترمي بخطام الناقةأمام عمير وتقول باكية : ياعمي ياعمير هذا مكان دارنا يوم إن كانت عمتي ميثاء معنا ! وإختبأ عقيل تحت بطن الناقة وطلب من العبدة أن تخفي وجودهوفعلت العبدة ماطلبهعقيل منها .
وهاجت لواعج الشوق في قلب عمير عند سماعه قول العبدة وأنشد القصيدةالتالية بلحن حزين :

سقا الله وقت فات يادار ميثـاء===وقت الطرب واليوم صار صدوف

حالي تكدر عقب ميثاء وعينـي===تهل الدموع ولاأحـد بيشـوف

ولكن عمير قبل أن يتمقصيدته أجابه أخوه عقيل من تحت الناقة على الفور خشية أن يموت فقد كان يعلم بأنالضياغم إذا أنشد أحدهم قصيدة مشحونه بالحزن والأسى قد تنتهي حياته .
فأجابهعقيل قائلا :

نهيتك من ذا ياعميـر بـن راشـد===كأني بما يجـري عليـك عـروف

أقول لك أقبـض ميثـاء لاتهدهـا===ترى ميثاء مالها في الحريم وصوف

عبيدية والأصـل مـن آل ضيغـم===تطوي على غـي الزبـاد عكـوف

ثقيلـة مابيـن الوسطيـن مقعـد===تمـلا كبـود النازحيـن حسـوف

ولاجت من كلاب العرب شق ثوبها===ولاجـت بيـن الفريقيـن تلـوف

إن سلمت القادا واخوك بن راشـد===غدينـا لميثـاء ياعـرار ضيـوف

إن جاد هو من أهل الجـود والثنـا===وان ماجاد فعـل اخـوك تشـوف

فلمات أتم عقيل قصيدته أخذ عمير الرمح وقذفه نحو العبدة فقتلها لأنها أخفت عقيل تحت الناقة وكذبت عليه .....
والقادا هي ناقة عقيل بن راشد

قصص رائعه .. يعطيك العافيه اخوي

لك تقديري

بنت عي

يعطيكم العافيه جميعا

البكريه