غسل يوم الجمعة الماضي 200 مليون شخص أيديهم بالماء والصابون من مختلف أنحاء العالم - بينهم تلاميذ وآباء وفنانون ورياضيون ومسؤولون حكوميون- بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي الذي تتبناه الأمم المتّحدة في محاولة لحث افراد المجتمعات على ابسط وسائل النظافة بأقل التكاليف...
****
لقد سبقت الأمم المتحدة في المبادرة ، وغسلت يدي بماء العين وبالقلب المحزون من أشياء كثيرة .. غسلت يدي من هيبة الحكومة التي ترفع يدها عن تجاوزات المرشحين ومؤازريهم الذين يعيثون بالوطن فساداً ليل نهار ..وغسلت يدي من ناخبين تتوسّع بطونهم بالكنافة والضيافة، بينما تتوسع اسرائيل براحتها في بناء المستوطنات على مرأى ومسمع منّا..غسلت يدي من "وعي الناس" الذين نسوا كل أوجاعهم وقضياهم القومية والوطنية وباتوا يراقبون "دم العصبية" وهي تهدر في عروقهم ..غسلت يدي من عبارة "اصلاح اقتصادي" ..عندما شاهدت البذخ ألأهوج غير المنطقي وغير المبرر - أكثر من 50 مليون دينار اجمالي الدعايات الانتخابية للمرشحين – واقتصادنا يعيش على "جلوكوز المساعدات" ..غسلت يدي من الشعارات الكبيرة التي كنا نضحك بها على انفسنا من حب وتآخي وتعايش ..عندما شاهدت القبائل تتصارع على تعليق يافطة على عمود .. غسلت يدي من " رؤية الشباب" عندما اكتشفت ان لديهم حول عشائري محزن ، وانحراف في "وجهات النظر" يثير الشفقة... أخيراً غسلت يدي منّي..عندما اكتشفت عجزي عن فعل أي شيء، سوى ان "اغسل يدي"..!!
الكاتب: احمد حسن الزعبي
موقع "خبرني" الأخباري
.