محمد القيسي في بغداد لموقع موطني
هاجم مسلحون متنكرون بزي قوات الأمن العراقية في وقت مبكر من يوم الإثنين، 11 تشرين الأول/أكتوبر، قرية قراغول في مدينة اليوسفية جنوب بغداد، واقتحموا أربعة منازل وسحبوا عدداً من الرجال إلى الشارع وقاموا بإعدام أربعة منهم رمياً بالرصاص.
وأصيب اثنان آخران في الهجوم، قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار قبل وصول قوات الأمن إلى المكان.
وقال المقدم محمد جاسم، معاون قائد شرطة مدينة اليوسفية، إن المنازل التي داهمها المسلحون تعود لأشقاء كانوا أعضاء في قوات الصحوة في المدينة. وتم إعدامهم أمام أعين أطفالهم ونسائهم.
وأوضح جاسم "قام الارهابيون باقتياد أربعة أشقاء من المنازل وابن أحد الأشقاء ونسيب لهم بدعوى أنهم من قوات الأمن وطالبوهم بالخروج إلى الشارع. وهناك قاموا بربطهم إلى أعمدة الكهرباء ثم أطلقوا النار عليهم من أسلحة كاتمة، أمام أطفالهم الذين كانوا يراقبون المشهد المأساوي من نوافذ دورهم".
وقد قتل الأشقاء الأربعة في الحال، وأصيب الاثنان الآخران بجروح خطيرة، ويخضعون الآن للعلاج في مستشفى حكومي في بغداد.
وأضاف جاسم "عرف الشهداء بشجاعتهم في قتال القاعدة وطردهم من المنطقة خلال الأعوام 2008 و2009. وكانوا من الذين عادوا إلى ممارسة أعمالهم التجارية وأعمال الزراعة بعد انتهاء مهمة طرد القاعدة".
وأشار جاسم إلى أن الشرطة تمكنت من التعرف على اثنين من المهاجمين بعد أن قام ذوي الضحايا بوصف ملامحهم. وتقوم الشرطة الآن بمطاردتهم.
واتهم مسؤولون أمنيون في مدينة اليوسفية تنظيم القاعدة الارهابي بالوقوف وراء الهجوم.
وقال النقيب حامد علي، من الفرقة الثانية في الشرطة الاتحادية، في حديث لموطني "لعب الضحايا دورا مهما في تحشيد الرأي العام ضد القاعدة وإقناع المواطنين وأهالي القرية بمحاربتهم والتعاون مع قوات الأمن. ولذلك، يأتي الهجوم ضمن سلسلة العمليات الوحشية للقاعدة في العراق".
من جانبه، قال الشيخ حميد الهايس، رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، في حديث لموطني "كنا نتوقع من بقايا عصابات الارهاب أن تحاول الثأر من رجال الصحوة بسبب نجاحهم في سحق مخططات الارهابيين. لكن أن يصل الحد إلى قتلهم أمام أطفالهم، فهذا غاية في الجبن والخسة والنذالة".
وعبر عدد من المواطنين العراقيين عن غضبهم جراء الهجمات من قبل العناصر الارهابية.
وقال اسماعيل الكناني، 31 عاما وهو موظف حكومي، "إنها صفحة إرهابية جديدة لن تكون أكثر خبثا وجبنا من الصفحات السابقة. فقتل رجال عزل أمام عوائلهم لا يمكن أن يصدر إلا من شرذمة لا تستحق الحياة".
وأضاف الكناني "علينا جميعا أن ننبذ خلافاتنا من أجل التوحد ضدهم".